فلسطيني يروي قصة تورطه مع اسرائيل

فلسطيني يروي قصة تورطه في التخابر مع إسرائيل ويدعو العملاء الى التوبة

غزة ـ أ.ف.ب: روى فلسطيني من سكان قطاع غزة يعمل في مؤسسة حقوقية اسرائيلية قصة تعاونه مع المخابرات الاسرائيلية داعياً في نفس الوقت «العملاء الفلسطينيين» للتوبة وتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية. وقد أقتيد حيدر محمد حسين غانم (39 عاماً) المتهم بالعمل لصالح اسرائيل بواسطة عناصر أمن الى غرفة داخل مقر الأمن الوقائي بغزة، وقال انه «ارتبط مع المخابرات الاسرائيلية في العام 1996»، ودعا المعتقل، وهو من مخيم رفح جنوب قطاع غزة، في سياق سرده قصة ارتباطه مع المخابرات الاسرائيلية «جميع العملاء ان يتوبوا ليس من أجلهم ولكن من اجل أسرهم».
وقال غانم ان ارتباطه جاء «عن طريق اعلان وظيفة في اسرائيل. وبالفعل تقدمت وأرسلت سيرة ذاتية على الفاكس على الرقم الموجود في الاعلان وبعد فترة جاءني الرد بقبولي في المجال الصحافي عبر مؤسسة». وأضاف «انه قبل اعتقالي بنصف ساعة تلقيت اتصالاً من ضابط المخابرات الاسرائيلية واتفقنا على مهام جديدة وبعدها تم اعتقالي من قبل الأمن الوقائي». وتابع «فوجئت بكم المعلومات التي لديهم عني فلم استطع الانكار ولم أتعرض لأي تعذيب وللأسف انا بينكم بهذه الصورة القذرة». وأوضح المتهم «أنصح عناصر المقاومة وقادة الشعب الفلسطيني في كافة الفصائل عدم التسرع بابداء ما لديهم من معلومات أياً كان وعدم التفاخر بكثير من القضايا». وعزا ذلك لأن «مخابرات العدو تأخذ كل صغيرة وكبيرة من معلومات تفيدها لضرب ابناء شعبنا».
من جهتها أكدت مصادر الأمن الفلسطينية ان غانم خدم سلطات الاحتلال بشكل فعال. وقال احد المحققين الفلسطينيين المكلفين ملف المعتقل انهم كانوا «امام واحد من أخطر العملاء في القطاع كونه يعمل باحثاً ميدانياً لمؤسسة بيتسيلم لحقوق الانسان فضلاً عن سرعة بديهته التي مكنته من أداء عمالته على أقذر ما يمكن». وأضاف «ان عمل غانم كباحث سهل له الكثير من المهام ولقاء شخصيات هامة فضلاً عن محاولته لقاء شخصيات قيادية في الأجهزة العسكرية وكان يكثف تقاريره حول طبيعة العلاقة بين السلطة وفصائل المعارضة».
الى ذلك أقر غانم بأن الضباط الاسرائيليين «كانوا يرسلون لي أوامر الى عناصر أخرى يعملون معهم وأقوم بوضعها (الأوامر) في نقاط ميتة يتسلمها المتعاونون الآخرون ثم اصبحوا يرسلون اموالا ضخمة لتسليمها للعملاء بنفس الطريقة ايضاً». وذكر انه في احدى المرات «تسلمت 8 آلاف دولار وعشرة آلاف شيكل أي ما يعادل 2500 دولار». وزاد «طلب الضابط الاسرائيلي مني متابعة عدد من أعضاء المقاومة ومنهم جمال عبد الرازق الذي تم اغتياله في بداية الانتفاضة حيث أخبرته بنوع ولون السيارة التي يستقلها عبد الرازق وبعد ربع ساعة سمعت صوت الانفجار وعلمت انه تم اغتياله». أضاف انه «لم يكن يستبعد الاغتيال وبعد ساعة من اغتياله اتصل ضابط المخابرات ليقول لي ان جمال قاوم اعتقاله لذلك تم اغتياله وهو ما جعلني أخاف من كشف امري فطمأنني وقال انه سيخبرني بأي خطر وقلقت بعدها بشكل كبير».
وأشار المتهم «طلبت المخابرات الاسرائيلية مني معرفة كيف يفكر اعضاء المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى (التابعة لحركة فتح) فكنت ادعوهم الى البيت وبعضهم من المطلوبين كان ينام عندي واستطعت الوصول الى كثير من قادة المقاومة الشعبية ومعرفة الكثير من المعلومات». وذكر غانم انه في بداية الانتفاضة «كانت مهامي متابعة الحالة الشعبية والمسيرات ثم طلبت مني اسماء المسلحين بشكل عام من كافة التنظيمات وفي بعض الأحيان متابعة بعض قادة الانتفاضة والالتقاء بهم». وروى انه «في احدى المرات التقيت الضابط الاسرائيلي قرب خان يونس بعد عملي مع مؤسسة بيتسيلم حث استصدرت لي المؤسسة تصريحاً لزيارته واستغلته للاتصال بالضابط وزرته في اليوم الأول من المقابلة». وقال غانم وقد بدا عليه الندم والحسرة «كل ما أفكر به زوجتي وابنائي، ماذا سيفعلون وقد تركت لهم هذه السمعة السيئة»، وتابع انه «مهما يحاول الانسان ان يتذاكى ويخفي نفسه إلا انه يسقط حتى لو فعل المستحيل».
وتعقيباً على هذه الاعترافات، قال المتحدث باسم منظمة بيتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان لوريا فين «حتى الآن لم نستلم أي دليل انه كان عميلاً، عمل حيدر لدينا لمدة عشرة اشهر وحتى الآن لا نعتبر اللقاء الصحافي الذي أجريتموه معه دليلاً قاطعاً ويجب ان نعتمد على مصادرنا الخاصة وان نتحقق من ذلك بنفسنا». وأوضح «ان مندوباً من المنظمة سيلتقي معه اليوم».
وفي هذه الأثناء، أكد مسؤول امني «ان لا علاقة لاعتقال غانم مع عمله مع منظمة بيتسيلم»، مشيراً الى ان ضباط الارتباط مع غانم «اقتنعوا أخيراً بانها أنسب ما يكون للتغطية على أعماله التي استغلها مع هذه المؤسسة لتسهيل مهامه خاصة في لقائه مع الشخصيات المعنية بها او في الدخول الى اسرائيل لمقابلة ضباط الارتباط».