الحمد لله وكفى وسلام على حبيبه الذى اصطفى أحبابى هذه قصة قصيرة ولكنها عظيمة كان الامام مالك بن دينار عليه رضوان الله يسير فى طريق ذات ليلة فى أحد شوارع البصرة فوجد رجلا ملقا على ظهره يقول الله ... الله ولما نظر إليه وجد بعض قطرات الخمر تسيل من شفتيه فعلم أنه سكران فقال الامام مالك لأطهرن شفتيه حتى لا يخرج لفظ الجلالة من بين شفتين عليهما قطرات الخمر النجسة جاء الامام مالك بالماء وغسل الشفتين وقال بعد ذلك اللهم إهده إليك وذهب الامام مالك بن دينار لينام ولما نام وإستغرق فى نومه سمع هاتفا ينادى ويقول له يا مالك طهرت فمه من أجلنا فطهرنا قلبه من أجلك .
يا من يجيب العبد قبل سؤاله * ويجود للعاصين بالغفران * وإذا أتاه الطالبون لعفوه * ستر القبيح وجاد بالاحسان . وإستيقظ الامام قبيل آذان الفجر وقد سل سيف الفجر من غمد الظلام وتعرى الليل من ثوب الغلس وفلق الله الاصباح وشق نور الصباح وذهب الامام ليصلى الفجر كعادته بالناس إماما ولما عرج إلى مكان القبلة وجد عبدا مستغرقا فى البكاء وسمعه يقول يا رب أنا واقف ببابك لألوز بجنابك فلا تطردنى من رحابك أقبلت توبتى فأهنىء نفسى ؟ أم رددتها على فأعزى نفسى ؟ فقال له الامام من أنت يرحمك الله ؟ فقال له أنا العبد الذى غسلت فمى بالأمس ، قال الامام فكيف حالك ؟ قال الرجل إن الذى هدانى قد أخبرك بحالى وأنت نائم . قلوب العارفين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرون * وأجنحة تطير بغير ريش * إلى ملكوت رب العالمين . يا رب قطرة من فيض جودك تملأ الأرض ريا * ونظرة بعين رضاك تجعل الكافر وليا . اللهم اجعلنا سببا لهداية خلقك يا رب العالمين ...آمين . أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته